التاريخ
\
المقال الرئيسي: تاريخ الصين
تأسست جمهورية الصين الشعبية رسميا في أول اكتوبر 1949 م. قام ماو تسي تونغ رئيس الحكومة المركزية الشعبية بدور كبير في قيادة الحركة الشعبية.
في أكتوبر 1976 تم القضاء على ماعرف بـ"الثورة الثقافية الكبرى"، ودخلت الصين مرحلة جديدة في التاريخ. قام دنغ شياو بينغ بأمور الحكم. وتحت قيادته بدأت الصين تطبيق سياسة "الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي" عام 1979 وتحويل مركز ثقل الأعمال إلى بناء التحديثات. وبواسطة إصلاح النظام الاقتصادي والسياسي، حددت طريق بناء تحديثات اشتراكية ذات خصائص صينية. منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي، طرأت تغيرات كبيرة عميقة على ملامح الصين. وأخذ يتطور اقتصادها تطورا سريعا.
مع تولى جيانگ زمين الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني عام 1989، قاد المجموعة القيادية الصينية من الجيل الثالث. واصلت هذه المجموعة سياسات الإصلاح والانفتاح، مما أدى إلى المحافظة على استقرار وضع الدولة السياسي وتنمية اقتصادها وأعمالها الدبلوماسية. مظاهرات ساحة تيانانمن
في نوفمبر 2002، انتخب هو جين تاو أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في الدورة الكاملة الأولى للمؤتمر الوطني السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني. وفي مارس 2003، انتخب رئيسا لجمهورية الصين الشعبية في الدورة الأولى للمجلس الوطني العاشر لنواب الشعب.
تواريخ مهمة في الصين
1766ـ 1122ق.م أول سلالة حكمت الصين، أسرة شانج.
1122ق.م أطاح شعب زهاو من غربي الصين بسلالة شانج، ونصَّب مكانها أسرة أخرى حكمت الصين حتى 256ق.م.
500ق.م وضع الفيلسوف كونفوشيوس نظامًا من القيم المعنوية والسلوك المسؤول الذي أثر على الصين لمدة تجاوزت 2000 سنة.
221 ـ 206ق.م أنشأت سلالة كين أول حكومة مركزية قوية في الصين.
202ق.م ـ 220م أصبحت الصين إمبراطورية قوية تحت سلالة هان. كما ازدهرت الحضارة الصينية.
581 ـ 618م أعادت سلالة سو توحيد الصين بعد حوالي 400 سنة من انقسامها.
618 ـ 907م حكمت الصين سلالة تانج خلال فترة من الرخاء والإنجازات الحضارية العظيمة.
960 ـ 1279م حكمت سلالة سونج الإمبراطورية، وجعلت الكنفوشية فلسفة الدولة الرسمية.
1275 ـ 1292م زار ماركو بولو الصين.
1279م سيطر المغوليون على جميع أنحاء الصين.
1368 ـ 1644م حكمت سلالة مينج الصين.
1644 ـ 1912م حكم المنشوريون الصين كسلالة كنج.
1842م أعطت اتفاقية نجنج هونج كونج لبريطانيا، وفتحت موانئ صينية أمام التجارة البريطانية.
1851 ـ 1864م مات ملايين الصينيين في حرب دامية خلال ثورة التايبنغ.
1900م هاجمت جمعيات سرية وقتلت غربيين وصينيين نصارى خلال ثورة الملاكمين.
1912م أُسست جمهورية الصين.
1928م وحد الوطنيون بقيادة تشيانج كاي شيك الصين تحت سلطة حكومة واحدة.
1931م استولى اليابانيون على منشوريا.
1934 ـ 1935م قاد ماوتسي تونج الشيوعيين الصينيين في مسيرتهم الطويلة إلى شانكسي.
1937 ـ 1945م مزقت الحرب مع اليابان الصين.
1949م هزم الشيوعيون الصينيون الوطنيين وأسسوا جمهورية الصين الشعبية.
1958م بدأ الشيوعيون القفزة الأمامية (خطة التنمية الخمسية الثانية) مما أضعف بشدة الاقتصاد الصيني.
1962م خاض الجنود الصينيون حربًا حدودية مع الهند.
1966 ـ 1969م أوقعت الثورة الثقافية الفوضى في كل من التعليم والحكومة والحياة اليومية في الصين.
1971م قُبِلت الصين في الأمم المتحدة.
1972م زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الصين.
1976م مات رئيس الحزب الشيوعي ماوتسي تونج ورئيس الوزراء تشوين لاي.
1979م أقامت الصين والولايات المتحدة علاقات دبلوماسية بينهما.
1984م بدأ الحزب الشيوعي إصلاحات من أجل الحد من السيطرة الحكومية على الاقتصاد.
1989م تظاهرت أعداد كبيرة من الشعب مطالبة بالمزيد من الديمقراطية، ووضع حد للفساد الحكومي. وسحق العسكريون المظاهرات، وقتلوا مئات المتظاهرين.
1997م عادة هونج كونج للصين بعد أن كانت مستعمرة بريطانية منذ عام 1842م.
يرجع أول تاريخ مكتوب للصين إلى عام 1766ق.م، فقد وجدت بعض المخطوطات المدونة داخل أوعية برونزية ومقتطفات منقوشة على أصداف سلاحف وعظام بعض الحيوانات. في عام 100ق.م. قام المؤرخ الصيني سيماكيان بكتابة تاريخ الصين. يُبدي الصينيون اهتمامًا بالتاريخ، ولهذا فهم يحتفظون بسجلات للأحداث وأزمنتها بشكل مفصل.
بدايات الحضارة الصينية
أولى السلالات (الأسر) الصينية الحاكمة، سلالة شانج في وادي هوانج هي خلال القرن الثامن عشر ق.م. وحكمت الصين حتى عام 1122ق.م.
عاش الناس فيما يطلق عليه الآن اسم شمالي الصين قبل بداية تدوين التاريخ، فإنسان بكين عاش ما بين 000,500 ـ 250,000 عام خلت. شهدت المنطقة تطورات العصر الحجري. واحتضنت الصين حضارتي يانجشاو ولونجشان. بلغت حضارة يانجشاو أوجها حوالي عام 3000 ق.م. وامتدت هذه الحضارة من الوادي الأوسط هوانج هي إلى الإقليم المعروف حاليًا باسم جانسو، ثم حلت محلها حضارة لونجشان التي انتشرت في أرجاء البلاد كافة. عاش شعب هذه الحضارة داخل الأسوار، وزرعوا الأرز والدخن وربوا الأبقار والأغنام. انبثق عن حضارة لونجشان حضارة السلالة الحاكمة شانج في القرن الثامن عشر قبل الميلاد. نشأ خلال هذه الحضارة مجتمع متطور تحكمه بالوراثة طبقة أرستقراطية. إن أهم ما قدمته هذه الحضارة، وما زال شاهدًا على عراقتها، يتمثل في الأواني البرونزية الضخمة وتماثيل الخيول والعربات، ووضعها لنظام كتابة خاص بها. في عام 1122ق.م.، قام سكان غربي الصين بإنهاء حضارة شانج، وأقاموا بدلاً منها حضارتهم وهي حضارة سلالة تشو التي حكمت الصين حتى عام 256ق.م. وفي عام 500 ق.م، ظهر الفيلسوف كونفوشيوس الذي حول الناس من الدين إلى الفلسفة، كما كان عليه الحال في اليونان. إبان تلك الحقبة الزمنية خلال فترة حكم تشو تحارب الحكام من أجل بسط نفوذهم على الأراضي الصينية كافة.
عصر الإمبراطورية
سلالة كين، عام 221ق.م. أسست أول إمبراطورية صينية تحت سيطرة حكومة مركزية قوية.
سلالة هان استولت على الحكم في الصين عام 202ق.م. وسَّعت هذه الأسرة حدود الإمبراطورية إلى أواسط آسيا.
الإمبراطورية الأولى
دامت إمبراطورية سلالة كين حتى عام 206ق.م، إلا أنها أحدثت تغيرًا أثر على العهد الإمبراطوري بكامله. قام أول إمبراطور بإلغاء الدويلات كافة، وأنشأ نظامًا مركزيًا قويًا. عمل هذا النظام على توحيد الأوزان والمقاييس ونظام الكتابة في كل أنحاء الصين. ولكي يحمي الصين من خطر الغزاة أمر ببناء سورها العظيم الذي بلغ طوله 6,400كم من الساحل إلى مقاطعة غانو في شمال وسط الصين. جمع أباطرة الصين الضرائب الباهظة من المواطنين لتنفيذ مشروعاتهم
مما جعل الناس في ظروف معيشية صعبة، ودعاهم إلى تفجير حرب أهلية. في عام 8م استولى أحد المسؤولين الهان واسمه وانج مانج على الحكم وأنشأ سلالة زين. تمكنت أسرة هان من استعادة حكم الصين وانتعشت في عهدها العلوم والثقافة ووُضعت في عهد هذه الأسرة المعاجم وكتب التاريخ. في عام 105م، اخترع الصينيون ورق الكتابة، ودخلت البوذية إلى الصين من الهند في نهاية حكم سلالة هان. انتشر بعد ذلك الصراع بين الأقاليم الإدارية القوية، وتجاهل حكام الأقاليم السلطة المركزية، مما تسبب في انهيار الإمبراطورية، وأدى إلى تقسيم الصين إلى ثلاث ممالك متناحرة.
أسرة تانغ
حلت أسرة تانغ مكان سلالة سوي عام 618م، واستمر حكم هذه الأسرة أكثر من 300 عام، وتميزت فترة حكمها بالانتعاش الاقتصادي والتقدم العلمي. وازدهرت العاصمة بشكل لفت الأنظار إليها، فقصدها السياسيون والتجار والشعراء من أقطار آسيا وحوض البحر الأبيض المتوسط. بقيت البوذية مصدرًا مهمًا للتأثير في حياة الناس. لكن أتباعها ألبسوها قالبًا صينيًا، فشهدت المدارس البوذية تطورًا ملحوظًا. وفي القرن التاسع الميلادي، بدأت المنافسة للبوذية بإحياء الكونفوشية، وبدأ عهد تانغ في التراجع. وفي الفترة التي تلت هذا العصر، تنافست خمس سلالات حاكمة وعشر ممالك على حكم الإمبراطورية المحطمة، إلى أن تمكنت سلالة سونج من توحيد الصين عام 960م.
أسرة سونج
أجرت هذه السلالة تغييرين كبيرين أثَّرا على الإمبراطورية الصينية طوال فترة قيامها، أولهما قيام سونج بوضع اختبار للخدمات المدنية، بدأ العمل به مع بداية عهد تانج، وبذلك تم استكمال نقل القوة السياسية والاجتماعية من العائلات الأرستقراطية إلى موظفين يتم اختيارهم بناءً على قدراتهم. وثانيهما تطوير عهد الكونفوشية التي جمعت بين القيم الأخلاقية والكونفوشية ومبادئ الطاوية والبوذية. واعتُبر الفيلسوف زهوزي مسؤولاً عن هذه الكونفوشية الحديثة. واعتبرت سلالة سونج الكونفوشية الجديدة فلسفة الدولة واستمر جميع أفراد السلالات الصينية في دعمها. تمكنت أسرة سونج من زراعة محصول الأرز مرتين في العام كي توفر الغذاء للسكان الذين تجاوز عددهم لأول مرة 100,000,000 نسمة. اخترع الصينيون خلال هذه الفترة مسحوق البارود والبوصلة المغنطيسية والطباعة المتحركة وازدهر الأدب والفلسفة والتاريخ وانتشرت القراءة والكتابة بين الناس.
أسرة يووان المغولية حكمت من عام 1279م إلى 1368م. كانت الصين خلال هذه الفترة جزءًا من الإمبراطورية المغولية. قام تاجر إيطالي من مدينة البندقية، يُدعى ماركو بولو، بزيارة الصين خلال عهد سلالة يووان، وحمل معه تقارير تفيد بأن الصين بلد متحضر.
الحكم المغولي
اجتاح المقاتلون المغول الصين من الشمال في القرن الثالث عشر الميلادي وأسس القائد المغولي قبلاي خان أسرة يووان التي حكمت الصين من عام 1279م حتى عام 1368م، وهي المرة الأولى التي خضعت فيها الصين بكاملها لحاكم أجنبي. ومنذ ذلك، أصبحت الصين محط أنظار الدول الأوروبية، بسبب ما قدَّمه الرحالة والتجار والمسافرون عنها من تقارير. أساء المغول معاملة السكان مما أثار حفيظة الشعب، فقاموا بثورة تمكنوا خلالها من طرد المغول وتأسيس أسرة حاكمة تُدعى مينج.
أسرة مينج
حكمت هذه الأسرة الصين خلال الفترة من 1368م إلى عام 1644م. وتميزت فترة حكمها بالاتزان والرفاهية، فازدهر الأدب والفن ثانية، وأعاد حكام هذه السلالة النظر في كل ما هو أجنبي كرد فعل على تصرفات المغول. بدأ الأوروبيون بالتوافد على الصين خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، وكانت معاملة الصينيين لهم فوقية واعتبروهم مهربين وقراصنة. لقد تأثرت الإرساليات الرومانية الكاثوليكية التي أخذت تتوافد على الصين حوالي عام 1600م سلبيًا بهذه النظرة الصينية للأوروبيين.
سلالة كنج أسست الإمبراطورية من شعب منشو المنشوري وحكمت الصين من عام 1644-1912م.
عام 1934م أجبر الوطنيون خصومهم الشيوعيين على الفرار من قواعدهم جنوبي الصين، حين بدأوا مسيرتهم الطويلة.
التوسع الياباني بلغ أوجه في الصين عام 1944م عندما استولى اليابانيون على معظم الأراضي الشرقية للصين.
بداية حكم المنشوريين
غزا المنشوريون الصين عام 1644م، وأنشأوا فيها سلالة كنج التي استمر حكمها للبلاد حتى عام 1912م. اعتبر الصينيون المنشوريين غرباء عنهم كالمغول، رغم أن المنشوريين تبنوا الثقافة الصينية قبل توليهم السلطة، وطبقوا مبادئ الكونفوشية. حققت الصين نوعًا من الاتزان والرخاء، وأثَّرت في ثقافة البلدان المجاورة. امتد النفوذ الصيني إلى منغوليا والتيبت وآسيا الوسطى. زاد النشاط التجاري والزراعي والصناعي اليدوي ازديادًا كبيرًا. وزاد عدد السكان فيها حتى وصل إلى 400 مليون نسمة عام 1850م. وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، بدأت الحياة في الصين تشهد تراجعًا مع تزايد عدد السكان الذي لم ترافقه أي زيادة في الإنتاج الزراعي. وقامت على إثر هذا التراجع ثورة سرية أنهكت حكام هذه السلالة.
الصراع مع القوى الغربية
كان تأثير أوروبا لا يُذكر على الصين حتى القرن التاسع عشر الميلادي. وكانت السلطات الصينية تحظر التعامل مع الأوروبيين. ورغم أن صادراتها من الشاي والحرير كانت للغرب، إلا أنها لم تستورد من الغرب إلا الأشياء القليلة والضرورية. قام التجار الأوروبيون بترويج الأفيون في الصين لعمل توازن تجاري
فأصدرت الصين قوانين تحظر على المواطنين الاتجار بهذه السلعة مما دفع الأوروبيين لتهريبها للصين. على إثر ذلك، نشبت بين الصين وبريطانيا حرب عُرفت باسم حرب الأفيون تمكنت فيها بريطانيا من هزيمة الصين وأجبرتها على توقيع اتفاقية معاهدة نانجينج المجحفة بحق الصين عام 1842م. استولت بموجبها بريطانيا على هونج كونج من الصين (عادت للسيادة الصينية في نهاية عام 1996م)، وفتحت خمسة موانئ صينية أمام التجارة البريطانية. تلا توقيع المعاهدة مع بريطانيا توقيع اتفاقيات مع فرنسا والولايات المتحدة عام 1844م. وضمت روسيا إليها جميع المناطق الواقعة شمالي نهر آمور شرقي نهر يوسوري.
ثورة التايبنغ
عصفت بالبلاد عدة ثورات في منتصف القرن التاسع عشر، هددت وجود سلالة كنج، ومن أشهر هذه الثورات ثورة التايبنغ التي كانت تتبنى الفكر النصراني وتناوئ الفكر الكونفوشي. استمرت هذه الثورة من عام 1851م حتى عام 1864م وسببت خسائر بشرية تقدر بملايين الأرواح. نادت حركة التايبنغ بضرورة تقسيم الأرض بالتساوي بين السكان، وبعد 14 سنة من الحرب الأهلية نظم المسؤولون الصينيون جيشًا منظمًا تمكن من إلحاق الهزيمة بهذه الحركة. ولقد دعمت القوى الأجنبية حكام الصين ضد هذه الثورة وذلك للمحافظة على امتيازاتهم في الصين.
قوات من ثمان دول اتحدت وسحقت ثورة الملاكمين عام 1900م. كون الصينيون بعدها تنظيمًا سريًا لمقاومة الوجود الغربي. الصورة تظهر استعراض القوات الأجنبية المنتصرة في بكين.
سقوط المنشوريين
انتهت الحرب المدمرة التي نشبت عامي 1894م و1895م. بين الصين واليابان بهزيمة الصين التي اعترفت نتيجة ذلك بالسيطرة اليابانية على كوريا. وتنازلت عن جزيرة تايوان لليابان، بعد أن كانت قد حكمتها الصين منذ 1683م. أجبرت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا الصين على منحها حق التجارة معها والتنازل عن بعض أراضيها لصالح هذه الدول. لقد حال الشعور الوطني لدى الشعب الصيني دون تقسيم الصين. ولم تكن القوى الأجنبية تسمح لأي منها بأن تسيطر على الصين. وفي عام 1899م نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إقناع الدول الأوروبية بسياسة الانفتاح الاقتصادي مع الصين. قاوم الصينيون الوجود الغربي والنصراني، وأنشأوا فرقًا سرية للمقاومة تولت قتل النصارى في البلاد. كان من أبرز فرق المقاومة السرية فرقة عُرف أعضاؤها بالملاكمين، وذلك لممارستهم رياضة الملاكمة. قام المنشوريون بعدد من الإصلاحات، لكن الوقت كان متأخرًا. وتزايدت الرغبة لدى أعداد كبيرة من الشعب الصيني بإنشاء الجمهورية وتم اختيار الدكتور صن ـ يات ـ صن، وهو طبيب درس في أوروبا، لقيادة أصحاب الفكر الجمهوري. بدأت بعض الوحدات العسكرية في الانضمام لهذا التجمع، وأخذت بمهاجمة القوات المنشورية. وفي نهاية عام 1911م، أعلنت الولايات الصينية استقلالها عن الحكم المنشوري.
نظام الحكم
تراث الصين الفني يعود إلى بضعة قرون خلت. ينتصب هذا التمثال خارج القصر الإمبراطوري القديم في الصين.
يسيطر على الحكومة الصينية ثلاث مؤسسات هي: الحزب الشيوعي الصيني والجيش ومجلس الدولة. يحظى الحزب الشيوعي الصيني بالنفوذ الأشمل، ويُطلق على أعضاء الحزب من غير القياديين كوادر (أُطُر).
الحزب الشيوعي
يُعدّ من أكبر الأحزاب الشيوعية في العالم
إذ يبلغ عدد أعضائه (40,000,000) عضو، أي ما نسبته 4% من مجموع سكان الصين. للحزب أربع مجموعات قيادية، وهي: مجلس الشيوخ الوطني ويمثله 1,900 عضو، واللجنة المركزية، ويمثلها 300 عضو، والدائرة السياسية ويمثلها 20 عضوًا وسكرتارية الحزب ويمثلها خمسة أو ستة أفراد. وينص القانون على أن أعضاء مجلس الشيوخ الوطني وأعضاء اللجنة المركزية هم أهم الأعضاء جميعًا.
الحكومة الوطنية
يعتبر القانون الصيني مجلس الشيوخ أعلى سلطة في البلاد. يؤثر الحزب الشيوعي بشكل واضح على الانتخابات التي يتم بموجبها اختيار أعضاء مجلس الشيوخ والانتخابات الأخرى. وتمتد فترة حكم مجلس الشيوخ لمدة خمس سنوات ويتولى مجلس الدولة تصريف الشؤون اليومية، ويشرف على مجلس الدولة رئيس الوزراء الذي يمثل أعلى سلطة فيها. تُعيِّن اللجنة المركزية رئيس الوزراء، ويوافق رئيس الدولة على هذا التعيين وتكون موافقته عليه مجرد إجراء شكلي.
مبنى المجلس النيابي هو قاعة الشعب الكبرى في بكين. يجتمع البرلمان الصيني وأعضاء الهيئات الحكومية الأخرى في غرف هذا المبنى.
مجلس الشيوخ الصيني يمارس مهامه التشريعية، وينقل سياسة الدولة إلى الجهات الحكومية الدنيا. يسيطر الحزب الشيوعي سيطرة تامة على مجلس الشيوخ.
يساعد رئيس الوزراء ثلاثة نواب وأربعون وزيرًا ورؤساء أكثر من 40 هيئة خاصة.
التقسيمات السياسية
يوجد في الصين حوالي31 تقسيمًا سياسيًا موزعًا على عدد من المناطق بعضها ذاتي الحكم. وعلى الرغم من أن بعض المناطق ذاتية الحكم، إلا أنها تُدار تمامًا بالطريقة نفسها التي تُدار بها بقية المناطق. تتكون كل منطقة من مركز مدني ومنطقة ريفية واسعة. يوجد في الصين أربعة مستويات من الحكومات المحلية: 22 محافظة، 5 مناطق ذاتية الحكم، 3 بلديات خاصة ومنطقة إدارية خاصة.
توزع الأقسام السياسية (31 قسماً) على حوالي 2,100 مقاطعة، وتقسم هذه المقاطعات إلى 100,000 مدينة صغيرة وكبيرة. وتضم كل وحدة سياسية مجلس شيوخ وجهازًا تنفيذيًا.
المحاكم
لا تعمل المحاكم في الصين على نحو كامل الاستقلال، كما هو الحال في معظم بلدان العالم. وبدلاً من ذلك، فإن المحاكم تبني أحكامها في كثير من القضايا على لوائح الحزب الشيوعي. إن أعلى محكمة في الصين هي المحكمة الشعبية العليا، وتنظر هذه المحكمة في قضايا تخص الأمن القومي والمخالفات التي يرتكبها كبار الموظفين، كما تقوم بالإشراف على باقي المحاكم في الأقاليم والمقاطعات الأخرى.
القوات المسلحة
المقال الرئيسي: جيش التحرير الشعبي
يتولى قيادة القوات المسلحة الصينية هيئة عسكرية. تضم الجيش البري والبحرية الصينية والقوات الجوية. يبلغ عدد القوات الصينية حوالي ثلاثة ملايين مجند ومجندة، يساندهم حوالي مليون وربع المليون من قوات الاحتياط الرجال والنساء مسجلين في ميليشيات الجيش الشعبي.
الجغرافيا
الخريطة السياسية للصين
تقع جمهورية الصين الشعبية في الجزء الشرقي من قارة آسيا، وعلى الساحل الغربي من المحيط الهادي. تبلغ مساحتها 6ر9 مليون كيلومتر مربع، و هي بذلك ثالث بلدان العالم مساحة.
تبدأ حدود الصين في أقصي الشمال من الخط المركزي لنهر هيلونغ شمال بلدة موخه (خط عرض 30ر53 درجة شمالا)، أما حدودها في أقصي الجنوب فهي حيد تسنغمو البحري من طرف جزر نانشا الجنوبي (خط عرض 4 درجات شمالا)، وتمتد أكثر من 49 درجة من خط العرض. في الشرق تمتد من ملتقى نهر هيلونغ ونهر ووسولي (خط طول 135،5 درجة شرقا)، وأقصاها في الغرب هي هضبة البامير (خط طول 73،40 درجة شرقا)، وتمتد أكثر من 60 درجة من خط الطول. والمسافة من كل الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب أكثر من 5000 كيلومتر.
تمتد حدود الصين البرية 800ر22 كيلومتر، ويبلغ طول سواحل الصين حوالي 18 ألف كيلومتر. أراضي سواحلها منبسطة وعلى هذه السواحل موانئ ممتازة كثيرة ومعظمها مفتوح طول السنة. يحيط بالبر الصيني بحر بوهاي والبحر الأصفر وبحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي في الشرق والجنوب. وتبلغ المساحة البحرية الصينية 73ر4 مليون كيلومتر مربع. وبحر بوهاي هو بحر داخلي صيني، أما البحر الأصفر وبحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي فهي على أطراف المحيط الهادي.
وتتناثر في مناطق الصين البحرية 5400 جزيرة، أكبرها جزيرة تايوان ومساحتها 36 ألف كيلومتر مربع. وتليها جزيرة هاينان ومساحتها 34 ألف كيلومتر مربع. وتقع جزيرة دياويوي وجزيرة تشيوي شمال جزيرة تايوان الشرقي في أقصى شرق الصين. وينتشر على بحر الصين الجنوبي عدد كبير من الجزر الكبيرة والصغيرة والحيود البحرية والجزر الرملية يطلق عليها جزر بحر الصين الجنوبي، وهي مجموعة جزر تقع في أقصى جنوب الصين وتعرف حسب اختلاف مواقعها بجزر دونغشا وجزر شيشا وجزر تشونغشا وجزر نانشا. تعتبر الصين ثالثة دول العالم من حيث المساحة بعد روسيا وكندا. تتنوع الأقاليم المناخية بسبب اتساع رقعتها من أقاليم شبه قطبية في الشمال إلى أقاليم استوائية في الجنوب، ومن مناطق سهلية خصبة في الشرق إلى صحارٍ قاحلة في الغرب. تُقسم الصين إلى ثماني مناطق جغرافية. وتزدحم معظم أراضيها بالسكان. تحمي غاباتها الجبلية ما تبقى من الحياة البرية في الجهة الشرقية من مرتفعات التيبت التي تضم دب الباندا والقردة الذهبية وحيوان الطاكني.
مرتفعات التيبت
تقع هذه المرتفعات في جنوب غربي الصين، وتحيط بها مجموعة جبال الهملايا من الجنوب وجبال البامير من الغرب وجبال كونلون من الشمال. وقمة إيفرست أعلى قمم العالم، ويبلغ ارتفاعها 8,848 م فوق سطح البحر جنوبي التيبت. تعاني التيبت من القحط والبرد القارس. ومعظم أراضي المنطقة صخور قاحلة ما عدا مساحة ضيقة تصلح للرعي في الأراضي المنخفضة.
مرتفعات زنجيانج ـ منغوليا
تحتل هذه المرتفعات المناطق الصحراوية من شمال غربي الصين، وهي غنية بالأملاح المعدنية، ويقل فيها عدد السكان لبعدها ووعورة أراضيها. وتوجد فيها قمم جبلية يزيد ارتفاعها على 6,100م فوق سطح البحر، وفيها أكثر الصحاري جفافًا. كما يوجد فيها أكثر البقع انخفاضًا عن مستوى سطح البحر في الصين.
مرتفعات الحدود المنغولية
تقع هذه المرتفعات بين صحراء جوبي والأراضي المنخفضة الشرقية. تُمارس فيها زراعات بسيطة لوجود رقعة زراعية غنية. وقد أحدثت مسيلات المياه في سفوحها انحدارات شديدة ووديانًا سحيقة بسبب نعومة تربتها.
المرتفعات الشرقية
تتألف هذه المرتفعات من شبه جزيرة شاندونج ومنشوريا الشرقية. ويوجد في شبه الجزيرة مرافئ جيدة ومخزون فحم كبير، وتوجد فيها أجود الغابات الصينية التي تزود البلاد بكميات كبيرة من الأخشاب، وهي تحاذي الحدود الروسية.
تضم الأراضي المنخفضة الشرقية أكثر أراضي الصين خصوبةً وإنتاجًا. في هذا الرسم فلاحون يمارسون زراعة الأرز في حقل مغمور بمياه الفيضان في وادي نهر يانجتسي الذي يشكل الجزء الجنوبي من الأراضي الشرقية المنخفضة والقمح هو المحصول الأساسي في المنطقة الشمالية.
الأراضي الشرقية المنخفضة
تقع هذه الأراضي بين الحدود المنغولية والمرتفعات الشرقية، وتمتد جنوبًا إلى المرتفعات الجنوبية. ويتكون الإقليم من الشمال إلى الجنوب من السهل المنشوري وسهل الصين الشمالي. توجد في هذا الإقليم أفضل الأراضي الزراعية ومعظم المدن الكبيرة، كما توجد في السهل المنشوري الخصب كميات كبيرة من الفحم وخام الحديد. ومن أهم الحاصلات الزراعية لهذا الإقليم، القمح. سبق لهذه المنطقة أن تعرضت لعدة فيضانات مدمرة مما حدا بالناس إطلاق اسم أحزان الصين عليها. بسبب هذه الفيضانات قامت الدولة ببناء عدة سدود لتحول دون استمرار الفيضانات المدمرة في المنطقة.
المرتفعات الوسطى تشمل مناطق زراعة القمح مثل هذه المنطقة التي تقع قريبًا من مدينة زيان. وإلى جنوب هذه المنطقة تمتد جبال كين لينج عبر المرتفعات الوسطى من الغرب إلى الشرق.
المرتفعات الوسطى
هي منطقة جبلية تقع بين الأراضي الشرقية المنخفضة ومرتفعات التيبت. ترتفع قمم تلالها أكثر من 3,700م فوق سطح البحر قرب مدينة زيان. تزرع في هذا الإقليم حبوب القمح، وتمتاز مناطق أخرى من الإقليم نفسه بالرطوبة حيث يزرع الأرز الذي يشكل المحصول الرئيسي في البلاد.
حوض ستشوان
يقع هذا الحوض جنوبي المرتفعات الوسطى وهو منطقة جبال ووديان محاطة بقمم عالية. ويعتبر هذا الإقليم من أفضل المناطق الزراعية في الصين بسبب مناخه اللطيف وفصل النمو الطويل. وتعني كلمة ستشوان الأنهار الأربعة.
المرتفعات الجنوبية إقليم تسوده تلال وجبال خضراء. تعكس هذه الصورة جانبًا من مدينة جولين ونهر لي، أحد الممرات المائية الكثيرة المهمة في المنطقة الوسطى من الإقليم.
المرتفعات الجنوبية
تشمل المنطقة الجنوبية الشرقية من الصين، بما في ذلك جزيرة هاينان وسلسلة الجبال الجنوبية التي هي سلسلة خضراء. لا يوجد في هذا الإقليم منطقة سهلية سوى منطقة دلتا نهر زي جيانج (نهر الغرب)، الذي يشكل مع روافده خط المواصلات الجنوبي الرئيسي للصين. ويساعد المناخ الاستوائي والتربة العميقة على جعل الدلتا منطقة زراعية مناسبة. ولا توجد مناطق زراعية شاسعة لأن معظم أراضي الإقليم جبلية.
المناخ
تنخفض درجة الحرارة في الشتاء انخفاضًا كبيرًا في الشمال والجنوب. وتبلغ درجات الحرارة في يناير دون - 18م في كل من منشوريا والتيبت، وتزيد على 16م على الساحل الجنوبي.
تضم الصين عدة أقاليم مناخية بسبب اتساعها وتنوع تضاريسها. وتظهر أكثر الظروف المناخية تطرفًا في صحراء جوبي وصحراء تاكلمكان، إذ يمكن أن تجاوز درجة الحرارة فيها 38°م أيام الصيف. وتنخفض إلى -34°م ليلاً في فصل الشتاء. تهب على الصين في فصل الشتاء رياح جافة باردة تثير زوابع محملة بالغبار. تسقط معظم أمطار الصين صيفًا. وتسقط نسبة 80% من الأمطار بين شهري مايو وأكتوبر. أما الصيف فهو حار رطب في النصف الشرقي من الصين، إذ يبلغ معدل درجات الحرارة 27°م في معظم أجزاء الصين. أما نسبة سقوط الأمطار فإنها تقل عمومًا عن 100سم سنويًا، بمعظم الأنحاء الشمالية، و114سم في شنغهاي. لا تشهد الصين تساقط ثلوج إلا في الشمال، وعلى فترات متقطعة وبشكل خفيف.
يصل معدل سقوط المطر ذروته في جنوب شرقي الصين، إذ يتراوح ما بين 100 و200سم سنويًا. أما الشمال، فإن معدل سقوط الأمطار فيه يختلف اختلافًا كبيرًا بين عام وآخر
تزيد درجات الحرارة في شهر يوليو إلى أكثر من 24م في أنحاء الصين، خاصة في جنوبي منشوريا. وقد تزيد درجات الحرارة في النهار على 38م في صحاري شمال غربي الصين.
الاقتصاد
الناتج الوطني الإجمالي للصين صافي الناتج الوطني لبلد ما هو قيمة الإنتاج الإجمالي للسلع، لذلك البلد والخدمات المقدمة في إنتاج تلك السلع خلال سنة واحدة، وتشتمل هذه الخدمات على الاتصالات والتجارة والنقل، ولا يتضمن الإنتاج الصافي للمواد الخدمات المالية والحكومية والخدمات الاجتماعية والصناعات الخدمية الأخرى، وتدخل في الصناعة المصانع والتعدين والإنشاء. وقد بلغ الناتج الوطني الإجمالي للصين 697,614,000,000 دولار أمريكي سنة 1995م. لا يشمل هذا الرقم هونج كونج التي أعادتها المملكة المتحدة للصين عام 1997م.
تُعَدُّ الصين اقتصاديًا من بين الدول الكبرى من حيث الإنتاج، فهي من أكبر عشر دول من حيث الناتج الوطني الإجمالي. أما إذا قيس الإنتاج بعدد السكان، فتعتبر الصين متخلفة، ويتفوق عليها أكثر من نصف دول العالم، من حيث متوسط الدخل الفردي، ولهذا السبب فهي تُعَدُّ من الدول النامية. تفرض الحكومة الوطنية سيطرتها على معظم المصالح الاقتصادية
فهي تدير المصانع وشركات النقل والمصارف والتجارة الخارجية. يعتمد دخل الدولة على جباية الضرائب من الأرباح التي تحققها المصالح الحكومية. وتُستخدم هذه الضرائب عادة في تطوير الصناعات. حققت الصين تقدمًا ملموسًا في النمو الاقتصادي ووفر الشيوعيون فرص عمل كثيرة، مما ضمن للسكان حياة أفضل. كما تتوافر في الصين مصادر الوقود والمعادن المختلفة مما يهيئ الفرصة للصين لتصبح في مصاف الدول المتقدمة، والأهم من ذلك شعبها النشيط المجدّ الذي يتمتع بخبرات فنية عالية. من أجل رفع مستوى اقتصادها، تضع الصين خطط تنمية خمسية، وتوزع المبالغ المستثمرة على القطاعات المختلفة بشكل مدروس.
الزراعة توفر ما تحتاجه الصين من غذاء تقريبًا. يجمع هؤلاء النسوة محصول الشاي الذي يعتبر أحد المحاصيل الرئيسية في جنوبي الصين.
الزراعة
تعتبر الزراعة العمود الفقري للاقتصاد الصيني
إذ يعمل 60% من العمال الصينيين في الزراعة، وتنتج الصين: الأرز والبطاطا الحلوة والشاي في المنطقة الجنوبية. والقمح هو المحصول الأساسي في منطقة الشمال. ويأتي محصول الذرة بالدرجة الثانية بعد القمح، كما تنتج الصين كميات تفوق بمعدلها إنتاج أي دولة أخرى من القطن والبطاطس والكمثرى والأرز والتبغ. وعلى سبيل المثال، يبلغ إنتاجها من البطاطا الحلوة 85% من الإنتاج العالمي. بالإضافة للمحاصيل السابقة، تُعتبر الصين رائدة في إنتاج التفاح والكرنب والجزر والذرة الشامية والبطيخ والمطاط وبنجر السكر وقصب السكر والشاي والطماطم وفول الصويا، ومنتجات أخرى عديدة.
الزراعة تمثل النشاط الاقتصادي البارز في الصين. يعمل بالزراعة قرابة 60% من عمال الصين.
لا يصلح للإنتاج الزراعي من الأراضي الصينية سوى 13% فقط. وبناء على ذلك، فإن مهمة المزارعين لتأمين الغذاء لكل السكان تعتبر مهمة صعبة، مما يضطر الدولة أحيانًا لاستيراد كميات قليلة من الغذاء من خارج البلاد لسد النقص. وتوجد في الصين مناطق تساعد على إنتاج محصولين أو أكثر في العام الواحد بسبب طول فصل النمو، كما في جنوبي الصين، ويساعد على ذلك توافر الري اللازم والأسمدة العضوية. اعتمدت الدولة منذ مطلع الخمسينيات من القرن العشرين فكرة المزارع الجماعية التي ثبت عدم جدواها مما اضطرها إلى التحول لسياسة المزارع الفردية في الثمانينيات من القرن نفسه. زاد إنتاج البيض منذ الخمسينيات من القرن العشرين بشكل كبير
إذ يربي الفلاحون الدجاج والبط في بيوتهم بالإضافة إلى الخنازير التي تُستخدم لحومها للأكل وروثها لتسميد الأرض. ويوجد في الصين قرابة 250 مليون خنزير، ويعادل هذا العدد ثلث خنازير العالم. كما يوجد في الصين أعداد كبيرة من قطعان الماشية والخيول والأبقار
يؤدي إنتاج الآلات دورًا حيويًا في تطوير الاقتصاد الصيني. ينتج هذا المصنع الجرارات التي تساعد على تحديث الزراعة في الصين.
التصنيع
تعتبر شنغهاي أحد مراكز التصنيع العالمية. ويفوق إنتاجها أي إنتاج في الصين، وتأتي بكين بعدها في الأهمية الصناعية. تمكن الصينيون من تطوير صناعات ثقيلة يتركز معظمها في جنوبي الصين ووسطها. نشط الشيوعيون بعد توليهم السلطة، في مجالات التنمية فبنوا المصانع لتحويل الصين إلى دولة صناعية. انصب التركيز على الصناعات الثقيلة وصناعة المعدات. وقد بلغت نسبة النمو الصناعي منذ عام 1949م ما معدله 12% سنويًا. تنتج الصين حاليًا الأسمنت والأسمدة والمواد الكيميائية ومعدات الري ووسائل النقل والمعدات العسكرية والبواخر والجرارات الزراعية وسيارات النقل الكبيرة. لم تتطور الصناعات الاستهلاكية بالمستوى الكبير نفسه الذي شهدته الصناعات الثقيلة. يواجه التطور الصناعي في الصين بعض المشكلات التي من أهمها عدم تطور التكنولوجيا وعدم توافر مهندسين وفنيين مهرة. وللتغلب على هذه العقبات بادرت الحكومة بإرسال طلاب للتدريب في الخارج، وتعاقدت مع شركات غربية لتطوير الصناعة وتحديثها.
التعدين
تُعَدُّ الصين من أهم البلدان المنتجة للفحم الحجري
إذ توجد مناجم الفحم الحجري في كل أرجاء الصين. وأفضل أنواع الفحم الحجري ذلك المستخرج من مناجم الشمال. خلال أوائل الخمسينيات من القرن العشرين استُخدم الفحم الحجري لتوليد أكثر من 90% من الطاقة للبلاد. وبعد ذلك نجح الصينيون في اكتشاف النفط المتوافر لديهم بكميات كبيرة واستغلوه بشكل جيد. يُستخدم النفط لتوليد 25% من الطاقة للبلاد ويُستخدم الغاز لتوليد 3% من الطاقة. طوَّر الصينيون طرق التنقيب عن خام الحديد لسد احتياجاتهم التصنيعية المتزايدة. واليوم تُعدُّ الصين من الدول الرائدة في إنتاج الحديد، ويفوق إنتاج الصين من مادة التنجستن إنتاج أي دولة أخرى، كما تنتج الذهب والقصدير والرصاص والمنجنيز والملح واليورانيوم والزنك.
صناعة صيد الأسماك
تمتلك الصين أكبر مؤسسة لصناعة الصيد البحري
إذ يصطاد الصينيون قرابة 15 مليون طن من الأسماك والأصداف البحرية سنويًا. تأتي نسبة 40% من هذا الصيد من المياه العذبة، وتأتي البقية من مياه البحار. يربي بعض مزارعي الأسماك أنواعًا تصلح غذاء للإنسان وأخرى لصناعات الأسمدة.
التجارة
تعتبر التجارة عملية حيوية لتطور الصين، فمعظم معدات التصنيع تم استيرادها من الاتحاد السوفييتي (السابق). ولما انهارت العلاقة التي ربطت بينهما في بداية الستينيات من القرن العشرين، عمد قادة الصين إلى سياسة الاعتماد على الذات. ولكن قادة اليوم تخلوا عن هذه الفكرة، وفتحوا باب الاستيراد من الدول كافة. وهم يحاولون الحصول على قروض أجنبية لتمويل مشاريع عمليات الاستيراد. تُعدُّ المعدات من أهم الواردات الصينية. وتستورد الصين بالإضافة إلى المعدات القطن والحبوب والأسمدة. وأهم صادراتها: النسيج والشاي والفواكه ولحم الخنزير. بدأت الصين خلال السبعينيات من القرن العشرين بتصدير كميات من النفط استخدمت عوائده في تمويل مستورداتها. من أهم البلدان المتعاونة تجاريًا مع الصين: اليابان وهونج كونج والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا.